الحاضنات التكنولوجية
تعتبر الحاضنات التكنولوجية أداة هامة لدعم ونمو المشاريع الصغيرة في تطوير وتنمية وتسويق منتجاتها وخاصة القائمة على المبادرات التكنولوجية الفردية، والتي تحقق معدلات نمو عالية وسريعة داخل الحاضنة من ناحية تحسين فرص النجاح في ظل المنافسة المتزايدة . وقد حدث تزايد سريع في إعداد الحاضنات حيث تضاعف عددها عشر مرات خلال السنوات العشرة الأخيرة ليحل اليوم إلى أكثر من 2000 حاضنة على مستوى العالم منها 150 حاضنة بالدول النامية.
قد تبدو الحاضنات التكنولوجية في البداية وكأنها فكرة بسيطة لكن الواقع يثبت أنها عمل يحمل بين طيا ته توفير آليات أكثر صلابة توفر فرص عمل وتنتج منشآت أكثر صلابة تقوم بطرح أفكار وتقنيات جديدة.
ويتركز الدور الرئيسي للحاضنات حول منشآت الأعمال الصغيرة حيث أن طبيعة المنشآت الصغيرة تكون أكثر قابلية للتغيير والتطوير ، وتقبل الأفكار المستحدثة وبالتالي يمكن أن تتطور بصورة أسرع وأكفأ من المنشآت الكبيرة. ولقد كشفت البحوث الاقتصادية أن منشآت الأعمال الصغيرة تحتاج إلى العون والدعم ، كما كشفت البحوث أن الحاضنات هي إحدى الوسائل الفعالة لتحقيق هذا الدعم سواء في المناطق الحضرية أو القروية.
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن أهم ما يميز أسلوب الحاضنات التكنولوجية هو تلك الخدمات التي تقدمها المجموعات المنتقاة من المنشآت الصغيرة التي تكون في الغالب تتمتع بإمكانات النمو المرتفعة.
ويساعد أسلوب الحاضنات التكنولوجية المنشآت الصغيرة في التغلب على المشاكل التي قد تؤدي إلى فشلها أو عجزها عن تحقيق إمكانات التقدم، ومن هذه المشاكل قصور نطاق مهارات الأعمال ونقص التمويل. والواقع أن أسلوب الحاضنات يمكن تنفيذه عند مستويات مختلفة وبعدة أشكال نذكر من بينها حدائق التكنولوجيا، ومراكز الابتكار التي تهدف إلى تغذية منشآت الأعمال الناشئة لتحسين فرص بقائها.
إن التعرف على الحاضنات هو المبدأ الأول للنجاح والذي يجب أن يعتمد عليه المستثمر أو صاحب المشروع الصغير الذي يود إلحاق مشروعه بالحاضنة ، ذلك أن مبدأ إدخال المشروع للحاضنة يحكمه عوامل متباينة تتحدد من خلال إنعاش البيئة المحلية على المشروع، وأهداف كل حاضنة ومدى ملاءمتها للمشروع ، فقد تجد الحاضنات حلولا مختلفة لمشاكل متشابهة في ظل الظروف المختلفة.
أنواع الحاضنات
وهناك أربعة أنواع رئيسية من الحاضنات:
1 - حاضنات الأقطاب التكنولوجية: تكون الحاضنة جزءا من مشروع متكامل يتضمن مؤسسات تعليمية أو بحثية ونطاقا متنوعا من الاهتمامات الأخرى التي تهدف إلى تحقيق تنمية المنطقة.
2- حاضنات القطاع المحدد: تهدف هذه الحاضنات إلى استغلال موارد محلية معينة، لتطوير مشروعات أعمال جديدة في قطاع محدد، وبالتالي تصبح الحاضنة نواة للنمو المحلي.
3 - الحاضنات العامة: تخدم هذه الحاضنات الكثير من مشاريع الأعمال ، بدون تخصص محدد، غير أنها قد تركز على مجالات الابتكار. و تؤسس الحاضنات العامة بهذا الهدف أصلا أو قد تنشأ لخدمة قطاع محدد ثم تتحول إلى حاضنة عامة.
4 - الحاضنات لبناء مشاريع الأعمال: وتهدف هذه الحاضنات إلى إنشاء مشاريع الأعمال عن طريق بناء فرق الإدارة المناسبة القادرة على استغلال وتنمية فرص تجارية محددة وأيضا عن طريق انتقاء المتفوقين في هذا المجال وتغذيتهم بالمهارات والمعلومات المطلوبة.
فوائد الحاضنات:
لقد تعددت استخدامات الحاضنات لمحاولة تحقيق نطاق واسع من الأهداف خاصة في تطوير المشروعات الصغيرة وتتركز أهم فوائد الحاضنات في:
1 - توفير فرص عمل والدعم اللازم لإنجاح المشاريع،
2 - تطوير أفكار مبتكرة خاصة في المجالات التكنولوجية الجديدة،
3 - تنويع مجالات النشاط بالاقتصاد المحلي،
4 - توليد النشاط والثروة على نطاق واسع عن طريق إنشاء قطاع حيوي من المشاريع الصغيرة.
والواقع أن الملامح الأساسية التي تميز مشاريع الأعمال التي تستخدم الحاضنات هي الابتكار وإمكانية النمو والجودة أو مرونة الإدارة أكثر من ارتباطها بالتكنولوجية المتقدمة، وقد تكون هذه المشاريع في الغالب هي تلك التي تستخدم أو تطور التكنولوجية المتقدمة، ولكنها قد تشمل أيضا تلك المشاريع التي تتضمن ابتكارات جديدة داخل صناعات قائمة.
تمويل الحاضنات:
تختلف طريقة تمويل الحاضنات باختلاف نوعيتها وكذلك مراحل بدايتها ونهايتها وعادة ما تحتاج الحاضنة لاستثمارات كبيرة نظرا لأن مدفوعات المنشآت العملية لا يغطي غالبا إلا تكاليف العقار.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا حصلت الحاضنات في مرحلة البداية على تمويل حكومي من الولاية أو المدنية بهدف تحقيق التمويل الذاتي خلال خمس سنوات، غير أن بعض الحاضنات تحتاج إلى نوع من المعونة أو الكفالة المستمرة، وهناك حاضنات يمكنها أن تحقق التمويل الذاتي لها، أما إذا لم تصل الحاضنة إلى نقطة التعادل لأي تساوي الإيرادات والنفقات فيمكن أن يمثل التمويل قيدا كبيرا على تطورها، وإذا كانت فترة خمس سنوات كفيلة بالوصول إلى نقطة التعادل، فقد يبدو مناسبا أن تحظى الحاضنة بالكفالة أو المعونة خلال هذه الفترة، ولكن الصراع بين أهداف تطوير المشاريع وأهداف التمويل الذاتي قد يؤثر على اختيار العملاء وعلى جودة وتنوع الخدمات المقدمة لهم أثناء تواجدهم بالحاضنة، وعلى سياسات التخرج، والنتيجة النهائية هي أن أهداف إنشاء المشاريع تتبع في كثير من الحالات أهداف تطوير العقار.
.
الإثنين مارس 18, 2013 11:46 pm من طرف Admin
» مقال في المنهج
الإثنين مارس 11, 2013 10:08 pm من طرف Admin
» مرايا الهوية: الأدب المسكون بالفلسفة
الأحد مارس 10, 2013 1:17 am من طرف Admin
» نقد العقل العربي
الأحد مارس 10, 2013 1:12 am من طرف Admin
» صدام الحضارات والنظام العالمي الجديد، صامويل هينتجتون
السبت فبراير 23, 2013 10:07 pm من طرف Admin
» كتاب: حفريات المعرفة لميشيل فوكو
الثلاثاء فبراير 19, 2013 11:09 pm من طرف Admin
» الثقافات وقيم التقدم
الأربعاء يناير 02, 2013 9:01 pm من طرف Admin
» الحكومة المدنية
الأحد ديسمبر 30, 2012 8:28 pm من طرف Admin
» الجئزة الثانية للدكتور عبدالوهاب جودة الحايس
الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:36 pm من طرف Admin