ويرجع تاريخ حاضنات المشروعات التكنولوجية إلى بداية عقد الثمانينيات، حيث ظهرت الحاجة إلى خلق فاعليات جديدة قادرة على دعم ورعاية الاختراعات والأبحاث التطبيقية والإبداع التكنولوجي، وتحويلها إلى شركات ورفع فرص نجاحها. وفكرة الحاضنات مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع الأطفال غير المكتملين فيها فور ولادتهم من أجل تخطي صعوبات الظروف الخاصة المحيطة بهم، وذلك عن طريق تهيئة كل السبل من أجل رعايتهم، ثم يغادر الوليد الحاضنة بعد أن نتأكد من صلابته وقدرته على النمو والحياة الطبيعية وسط الآخرين.
أهم الدول التي لديها برنامج للحاضنات وعدد الحاضنات العاملة بها
الفروق الرئيسة بين حاضنات المشروعات وتجمعات الأعمال(1) العادية
عادة ما يتبادر إلى الأذهان سؤال عن الفرق بين حاضنات الأعمال والوحدات الإنتاجية أو الإدارية التي توفرها ما يطلق عليه في بعض الدول العربية، ومنها جمهورية مصر العربية، " المدن الصناعية" أو "تجمعات المشروعات الصغيرة". والإجابة على هذا السؤال توضح أن هناك فروقاً أساسية بين الآليتين، فبالنسبة لحاضنات المشروعات، فهي توفر وحدات (إنتاجية أوإدارية) ذات تجهيزات خاصة ملائمة تقدم عادة مقابل قيمة إيجارية مدعومة ومرنة (أقل من الأسعار السائدة في ذات منطقة الحاضنة)، هذه الوحدات تؤجر لفترة محددة لا تزيد عن ثلاثة سنوات، بالإضافة إلى توافر الخدمات المركزية المشتركة بأسعار مدعمة (أعمال السكرتارية وخدمات إدارية وفنية وتسويقية). هذه الحاضنة توفر شبكة من الاتصالات والعلاقات والترابطات التي تسمح باندماج هذه المشروعات الجديدة فيها، وتسهيل عملية البدء في المشروع، وخاصة في حالة الأفراد الذين يقومون بإقامة مشروع جديد لأول مرة. والاستفادة من وحدات الحاضنة يتم تبعاً لمعايير دخول "التحاق" وخروج "تخرج" للمشروعات من هذه الحاضنة. بينما تمثل الوحدات الإنتاجية أو الإدارية التي توفرها بعض الأقاليم للمشروعات الصغيرة (التجمعات) إحدى الملامح المستقرة في معظم المناطق الصناعية الحضرية وبعض المناطق الصناعية بالريف، حيث ترتبط فقط بالاستثمار العقاري من حيث توفير مكان إقامة المشروع دون تواجد، سواء معايير لاختيار الشركات أو خدمات للشركات التي تقام في هذه الوحدات. هذا النوع الأخير قد انقرض تقريباً منذ سنوات، بل ولم تعد لها نفس الاسم القديم، فقد تم تطويرها وباتت تسمى في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بمراكز الأعمال وحاضنات المشروعات والحدائق الصناعية والتكنولوجية، تبعاً لنوعية الخدمات التي تقدمها وطبيعة المشروعات التي تقام داخلها. ومما سبق يتضح أن الفرق الأساس بين الحاضنات ومساحة أماكن العمل المدارة، أن حاضنات الأعمال تشجع المشروعات على التخرج منها عندما تصل إلى مرحلة النضوج، ويتم الحكم على أداء الحاضنة من نوعية المشروعات الملتحقة بها، وليس عدد المشروعات التي تضمها وتعتبر الحاضنة هي تجسيد لتكامل كل الآليات التي تمت الاستعانة بها لدعم المشروعات الجديدة في مكان واحد، مما يدفع المشروعات الملتحقة بها إلى النجاح بمعدلات أكبر بكثير من مثيلاتها التي تقام في" التجمعات الصناعية" التقليدي
.
وفي عدة دراسات أخرى أجريت لتحليل أفضل الممارسات في التجربة الأسترالية للحاضنات التي بدأت عام 1984، والتي تضم عدداً من الحاضنات، وجدت هذه الدراسات (المصادر : 17، 18) أن العوامل الآتية تشكل المحاور الرئيسية لنجاح أي حاضنة :
1. التركيز على احتضان المشروعات الجديدة والمشروعات في مرحلة النمو.
2. التأكد من احتياجات المشروعات لبرنامج الاحتضان ومدى ملاءمة هذه الاحتياجات للخدمات والمباني والبنية الأساسية الموجودة بالحاضنة.
3. تصميم برنامج الحاضنات التي تعتمد أساساً على قدرتها على توليد موارد ذاتية.
4. توظيف استراتيجيات متطورة تعمل على تنمية الحاضنات والتخطيط طويل المدى.
5. توظيف العناصر البشرية التي تتواءم مع مفهوم احتضان أصحاب الأفكار وتستطيع تلبية احتياجاتهم ومساعدتهم.
6. استيعاب احتياجات الشركات الناشئة من الدعم والخدمات.
7. تركيز وقت العمل لمدير الحاضنة في تنمية القيمة المضافة للمشروعات الموجودة بالحاضنة.
8. تركيز خدمات الحاضنة واستخدام كامل مساحتها لخدمة الشركات الملتحقة.
9. دعم ومساعدة إدارة الحاضنة من خلال المجتمع المحيط وشبكة كبيرة من الخدمات والشركاء.
10. التقييم المستمر لبرنامج الحاضنات وتحسين الأداء.
(1) Small Business Administration .
(1) يقصد بمصطلح الأعمال (أو المشروعات) في هذه الدراسة كل من الشركات أو المقاولات ذات النشاط الاقتصادي (صناعي أو إنتاجي أو خدمي).
(1) AWT : Army Welfare Trust .
* سياسات وطنية واضحة لدعم وتنمية التكنولوجيا،
* قطاع اقتصادي خاص نشيط ومتطور،
* برامج موجهة لتنمية الإبداع والابتكار،
* أبحاث أكاديمية واختراعات ذات جدوى اقتصادية وقابلية للتطبيق.
الفروق بين آليات دعم الأفكار والمشروعات ذات المحتوى التكنولوجي
شبكة العلاقات التي تربط الحاضنة التكنولوجية
آليات توليد وتنمية واحتضان التكنولوجيات الجديدة
أما فيما يتعلق بعملية توليد وتنمية التكنولوجيا محلياً فإن هذا الموضوع يتطلب وجود العديد من العوامل والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تساعد على تنمية روح الإبداع والرغبة في إحداث تنمية تكنولوجية حقيقية للمجتمع، والتي تعمل الحاضنات بوجه عام على تنميتها. ونذكر من هذه العوامل :
* وجود وانتشار الريادة Entrepreneurship : إن تنمية المشروعات الصغيرة لا يمكن أن تزدهر إلا في مجتمع تتوفر فيه روح الريادة وحب العمل الحر، وتوجد مجموعة من رجال الأعمال أصحاب المواهب الإدارية الخاصة، والاستعداد للمخاطرة، وتبني أفكار جديدة، وبناء مصانع متطورة، وفهم آليات التنافس في السوق العالمي.
* توافر روح الإبداع والابتكار : إن أحد المحاور الرئيسية للتطور التكنولوجي هو الإبداع والابتكار، ولا يقتصر التغير التكنولوجي في إدخال طرق إنتاج جديدة أو منتجات جديدة فقط، ولا على أمثلة غير مسبوقة مثل اختراعات التليفزيون والراديو وغيرها، ولكن التطور التكنولوجي يمكن أن يحدث من خلال سلسلة من التحسينات والإضافات الصغيرة والكبيرة في المنتج أو الخدمة الحالية. فالقدرة على التخيل والإبداع ترتبط عادة بالتفاعل بين المجتمع المحيط والموارد الذاتية للفرد، والتي بدورها تتأثر بالعملية التعليمية ومستوى الوعي في المجتمع المحيط به (المصدر : 2).
* وجود بحث علمي قوي ومبدع من المفترض أن تقوم به المؤسسات البحثية للمساهمة في النمو الاقتصادي للدول، عن طريق نقل وتوطين التكنولوجيات الجديدة التي تؤدي إلى استحداث منتجات أو خدمة جديدة أو تحسين جودتها. وتتسم آلية البحث العلمي بتوافر ثلاثة عناصر رئيسية هي : الموارد المالية، والطلب على البحث والإبداع، وأخيراً الباحث ذو الخبرة والقدرة المطلوبة للابتكار والتطوير (المصدر : 10).
* وجود آليات الدعم الفني المتخصص والتي يمكن أن توجد عن طريق التوسع في إقامة حاضنات الأعمال والمشروعات التكنولوجية والمؤسسات المشابهة الداعمة للمشروعات الجديدة الناشئة.
* وجود رؤوس الأموال وآليات الدعم المالي المناسب، وذلك ليس فقط من خلال البرامج والمنح الحكومية وجهات التمويل التقليدية (البنوك، هيئات الاستثمار..إلخ)، بل أيضاً من خلال شركات رأس المال المخاطر وجمعيات رجال الأعمال المتخصصين في تمويل المشروعات الجديدة، خاصة المشروعات التكنولوجية الجديدة الناشئة ذات المخاطرة العالية جداً.
النظرة محدودة الرؤية ، فالكمبيوتر نتيجة من نتائج التكنولوجيا ، بينما
التكنولوجيا التى يقصدها هذا المقرر هى طريقة للتفكير وحل المشكلات ، وهى
أسلوب التفكير الذى يوصل الفرد إلى النتائج المرجوة أى أنها وسيلة وليست
نتيجة ، و أنها طريقة التفكير فى استخدام المعارف والمعلومات والمهارات
بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته ، لذا يري اللقاني والجمل أن التكنولوجيا تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته.
ويعرفها
محمد عطية خميس بأنها " العلم الذي يعنى بعملية التطبيق المنهجي للبحوث
والنظريات وتوظيف عناصر بشرية وغير بشرية فى مجال معين ، لمعالجة مشكلاته
، وتصميم الحلول العلمية المناسبة لها ، وتطويرها ، واستخدامها وإدارتها
وتقويمها لتحقيق أهداف محددة " .
ويلخص حسين كامل بهاء الدين رؤيته لمفهوم التكنولوجيا قائلا:
" إن التكنولوجيا فكر وأداء وحلول للمشكلات قبل أن تكون مجرد اقتناء معدات " ، ويعتقد كل من ماهر إسماعيل صبري وصلاح الدين محمد توفيق أن
التكنولوجيا ليست مجرد علم أو تطبيق العلم أو مجرد أجهزة بل هي أعم وأشمل
من ذلك بكثير فهي نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والجانب التطبيقي.
من خلال هذا العرض يمكننا تعريف التكنولوجيا على أنها:
"
جهد إنساني و طريقة للتفكير فى استخدام المعلومات والمهارات والخبرات و
العناصر البشرية وغير البشرية المتاحة فى مجال معين وتطبيقها فى اكتشاف
وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته " .
التكنولوجيا علم مستقل له أصوله وأهدافه ونظرياته.
2. التكنولوجيا علم تطبيقي يسعى لتطبيق المعرفة .
3. التكنولوجيا عملية تمس حياة الناس.
4. التكنولوجيا عملية تشتمل مدخلات وعمليات ومخرجات .
5. التكنولوجيا عملية شاملة لجميع العمليات الخاصة بالتصميم والتطوير والإدارة.
6. التكنولوجيا عملية ديناميكية أى أنها حالة من التفاعل النشط المستمر بين المكونات .
7. التكنولوجيا عملية نظامية تعنى بالمنظومات ومخرجاتها نظم كاملة أى أنها نظام من نظام
8. التكنولوجيا هادفة تهدف للوصول إلى حل المشكلات.
9. التكنولوجيا متطورة ذاتيًا تستمر دائمًا فى عمليات المراجعة والتعديل والتحسين .
المدخلات Inputs : وتشمل جميع العناصر والمكونات اللازمة لتطوير المنتج ، من : أفراد ، نظريات وبحوث ، أهداف ، آلات ، مواد وخامات ، أموال ، تنظيمات إدارية ، أساليب عمل ، تسهيلات.
العمليات Processes : وهى الطريقة المنهجية المنظمة التى تعالج بها المدخلات لتشكيل المنتج.
المخرجات Outputs : وهى المنتج النهائي فى شكل نظام كامل وجاهز للاستخدام كحلول للمشكلات .
التربية التكنولوجية Technology Education
§عرف
اليونسكو التربية التكنولوجية على أنها تلك الحاجات الإنسانية المعرفية و
المهارية التي يعتمد عليها الفرد فى حياته ، وهى ذاتها تعتمد بدورها على
نظم التربية وأساليب التكنولوجيا ، بينما عرفها جراى Gray
على أنها خطة لتنفيذ حاجات المجتمع ومتطلباته ، بداية من التدريب على
مهارات التفكير ومرورًا بعمليات تطوير المهارات المطلوبة لقوة العمل ،
وانتهاءً بتحقيق أهداف تنمية الفرد والمجتمع ، وهى مسئولية المؤسسات
التربوية ؛ لأنها مجال من المجالات النوعية فى الميدان التربوي ، لذا يجب
تطبيق مناهج التربية التكنولوجية فى مدارسنا بعد اختيار ما يناسب مجتمعنا
، كما أجمع الباحثون على ذلك, وعرفها كل من ماهر صبري وصلاح الدين توفيق بأنها: "
عملية هادفة ومنظمة يتم من خلالها تزويد الفرد بالقدر اللازم من الخبرات
التكنولوجية من معارف ومهارات واتجاهات وسلوك وأخلاقيات والتي تعمل علي
تنوير هذا الفرد وتثقيفه تكنولوجيا ، بينما يعرفها كل من أحمد اللقاني
وعلي الجمل علي أنها نوع من الفكر يركز علي كفايات
الفرد من حيث تناول المواد الدراسية وتبسيطها وتنويعها ، وبالشكل الذي
يتناسب مع كل متعلم ، ويهتم هذا الفكر بوسيلة نقل محتوي المادة العلمية
والأجهزة والمعدات والمواقف التعليمية .
الإثنين مارس 18, 2013 11:46 pm من طرف Admin
» مقال في المنهج
الإثنين مارس 11, 2013 10:08 pm من طرف Admin
» مرايا الهوية: الأدب المسكون بالفلسفة
الأحد مارس 10, 2013 1:17 am من طرف Admin
» نقد العقل العربي
الأحد مارس 10, 2013 1:12 am من طرف Admin
» صدام الحضارات والنظام العالمي الجديد، صامويل هينتجتون
السبت فبراير 23, 2013 10:07 pm من طرف Admin
» كتاب: حفريات المعرفة لميشيل فوكو
الثلاثاء فبراير 19, 2013 11:09 pm من طرف Admin
» الثقافات وقيم التقدم
الأربعاء يناير 02, 2013 9:01 pm من طرف Admin
» الحكومة المدنية
الأحد ديسمبر 30, 2012 8:28 pm من طرف Admin
» الجئزة الثانية للدكتور عبدالوهاب جودة الحايس
الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:36 pm من طرف Admin