عرض بحث الدكتور عبدالوهاب جودة حول انتاج المعرفة واكتسابها لدى طالبات الدراسات العلياد. عبدالوهاب جودة
يعيش العالم اليوم في حالة سباق محموم لاكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تقود إلى التقدم؛ ذلك أن المعرفة العلمية تمثل مفتاحاً للنجاح والتطور نحو الأفضل. وقد طرحت مناقشات مستفيضة حول موضوع إنتاج المعرفة خلال السنوات الأخيرة في كل من الدول المتقدمة والنامية بشكل واسع، ألا أن طبيعة العملية التي يتم بها إنتاج المعرفة وخصائصها بالدول النامية لم تحدد بشكل واضح ( Choung et al, 2003: 115 ). ويحتل البحث العلمي في الوضع الراهن، مكاناً بارزاً في تقدم النهضة العلمية وتطورها، من خلال مساهمة الباحثين _ ذكورا وإناثا -بإضافاتهم المبتكرة في رصيد المعرفة الإنسانية؛ حيث تعد المؤسسات الأكاديمية مراكز محورية لهذا النشاط العلمي الحيوي، بما لها من وظيفة أساسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطه، وإثارة الحوافز العلمية لدى الباحثين حتى يتمكنوا من القيام بهذه المهمة. وقد أكد ( Metcalfe, 2009: 209-225 ) على أن الجامعات – بما تضمه من باحثين ذكورا وإناثا - مؤسسات رئيسية في إنتاج المعرفة العلمية الوطنية واستدامة إبداعها. ونظراً لكون البحث العلمي أهم وأعقد أوجه النشاط الفكري، فإن الجامعات تبذل جهوداً مستمرة في تدريب وتأهيل الباحثين أثناء دراستهم الجامعية لتمكُّنِهم من اكتساب المهارات البحثية، وتجعلهم قادرين على إضافة معرفة جديدة إلى رصيد الفكر الإنساني، كما تسعى الجامعات إلى إظهار قدرة الطلبة في البحث العلمي عن طريق جمع وتقويم المعلومات وعرضها بطريقة علمية سليمة في إطار واضح المعالم، يبرهن على قدرتهم على إتباع الأساليب الصحيحة للبحث وإصدار الأحكام النقدية التي تكشف عن مستواهم العلمي ونضجهم الفكري كمحدد أساسي لإنتاج المعرفة المتجددة.
وتتزايد التنافسية داخل قطاع التعليم على مستوى العالم حيال عملية تأهيل وإعداد الكوادر البحثية من أجل إنتاج المعرفة وامتلاكها في ظل تصاعد التنافس حول بناء مجتمعات المعرفة، وقد أكد ( Dell et al, 2005: 3 ) على أن التنافسية سوف تتضح على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، متضمنة كل من: الرؤية والرسالة والهدف، والبرامج، ومستويات الترقي الأكاديمي، وغيرها وفقا للقياسات الدولية. وأشار ( Bliss,2009: 4 ) إلى أن سياسات وبرامج البحث العلمي تشكل سياق إنتاج المعرفة داخل مؤسسات التعليم العالي، كما تعد وحدات تحليل فعالة لفهم التأثيرات الخارجية التي تؤثر على جيل المعرفة بشكل أفضل.
وأوضح كل من ( Metcalfe,2009: 215; Delanty,2003: 65 ) أن بروز مجتمع المعرفة يفرض أعباء ومسؤوليات على الجامعات في قدرتها على إنتاج المعرفة المتجددة لربط قضايا بحوثها بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية بالمجتمع، الأمر الذي يخلق بعض التحديات والتناقضات وصراع الأدوار على المستوى المؤسسي. علاوة على ذلك، لفت ( Ozoga, 2007: 17 ) الانتباه إلى، إن التوجه نحو المجتمع القائم على اقتصاد المعرفة يفرض تطوير وتعديل نظم التنافسية داخل الجامعات، وذلك عن طريق وضع سياسات وبرامج تهدف إلى بناء قدرات المعرفة الوطنية، ودعم البحث الأساسي، أو المعرفة من أجل المعرفة. وتصبح المعرفة في مجتمع ما بعد الصناعة وفقا لرأي ( Forstorp, 2007: 228 ) ملكية وطنية، ومورد وطني، يجب تنميته من أجل مستقبل آمن اقتصاديا. إن تحول مركزية إنتاج المعرفة واستخدامها إلى الجامعات ودورها في الانتشار الثقافي، أكسبها دورا جديدا وحاسما في بداية القرن الحادي والعشرين، وحملها مسؤوليات التعجيل بتطوير أدوارها ووظائفها، وحتى تستطيع القيام بمهمة إنتاج المعرفة، ولكي تستطيع الجامعة القيام بهذا الدور والإسهام في عملية الانتشار الثقافي والمعرفي، بالإضافة إلى توطين التكنولوجيا، أكد كل من ( Cutrighty, 2003: 123; Delanty,2001: 1 ) على أهمية " دمقرطة المعرفة وتطبيقاتها ". ورغم احتلال الجامعات مركز الصدارة في إنتاج المعرفة داخل النظام الاجتماعي، إلا أن هناك اتجاه متزايد نحو تنويع مصادر إنتاج المعرفة، حيث يرى ( Gibbons et al, 1994: 2 ) أن المشهد المعاصر لعملية إنتاج المعرفة يتسم بعدم التجانس، في حين توضح الدراسات البيبليوجرافية من وجهة نظر ( Godin et al, 2000: 9 ) أن هناك نمو متزايد في البحوث غير الجامعية، وأنها متصلة بقطاعات إنتاج المعرفة بالجامعات.
وعلى مستوى الدول النامية، هناك اهتمام متزايد في إنتاج المعرفة ببلدان شرق أسيا خلال السنوات الأخيرة، وزادت العلاقة بين العلم والتكنولوجيا في مجتمعات أسيا، حيث أوضح دليل التوثيق العلمي أن إنتاج المعرفة العلمية بكوريا مثلا يتزايد بقوة، حيث احتل الرتبة الأولى في العشر سنوات الماضية في إنتاج المعرفة، وأن الجامعات سيطرت على إنتاج المعرفة ( Choung et al, 2003: 116 ). ويرى ( Choung et al, 2003: 52 ) أن تزايد الإنتاجية المعرفية بالدول النامية، أغلبه في قطاع البحوث الأساسية، وتمثل النساء فيه أقلية من حيث الإسهام، مؤكدا على أن فهم إنتاج المعرفة بالدول النامية مازال بعيدا عن المستوى المنشود؛ بسبب الأداء الضعيف لنشاط البحث العلمي بتلك البلدان. وبناء على ذلك، لابد من وجود فهم نقدي لأنظمة إنتاج المعرفة المعاصرة وبرامجها وبيئتها، وأنظمة التعليم المؤهلة للوصول إلى مجتمع المعرفة.
يمكنك قراءة المستخلص على الرابط الآتي:-
http://center.jeddahbikers.com/download.php?id=9427
كما يمكنك استعراض العرض الكامل لهذا البحث إضغ هنا للتحميل على الرابط الآتي:
http://center.jeddahbikers.com/download.php?id=12248
أو
http://center.jeddahbikers.com/download.php?id=12248
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الإثنين مارس 18, 2013 11:46 pm من طرف Admin
» مقال في المنهج
الإثنين مارس 11, 2013 10:08 pm من طرف Admin
» مرايا الهوية: الأدب المسكون بالفلسفة
الأحد مارس 10, 2013 1:17 am من طرف Admin
» نقد العقل العربي
الأحد مارس 10, 2013 1:12 am من طرف Admin
» صدام الحضارات والنظام العالمي الجديد، صامويل هينتجتون
السبت فبراير 23, 2013 10:07 pm من طرف Admin
» كتاب: حفريات المعرفة لميشيل فوكو
الثلاثاء فبراير 19, 2013 11:09 pm من طرف Admin
» الثقافات وقيم التقدم
الأربعاء يناير 02, 2013 9:01 pm من طرف Admin
» الحكومة المدنية
الأحد ديسمبر 30, 2012 8:28 pm من طرف Admin
» الجئزة الثانية للدكتور عبدالوهاب جودة الحايس
الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:36 pm من طرف Admin