* عالم اجتماع وفيلسوف اجتماعي فرنسي ، أعطى لعلم الإجتماع الاسم الذي يعرف به الآن ، أكد ضرورة بناء النظريات العلمية المبنية على الملاحظة ، إلا أن كتاباته كانت على جانب عظيم من التأمل الفلسفي ، ويعد هو نفسه الأب الشرعي والمؤسس للفلسفة الوضعية.
* أوغست كونت ( 1798-1857) " يعتبر تلميذا لـ سان سيمون وهو فيلسوف فرنسي.
ولد في مدينة مونبلييه. و تخرج من مدرسة البوليتكنيك، ثم عمل سكرتيرا عند الفيلسوف سان -سيمون الذي كان لأفكاره أثر كبير على نظرياته التي عرضها فيما بعد في أهم مؤلفاته: "محاضرات في الفلسفة الوضعية" و "نظام في السياسة الوضعية".
نظرية كونت في السياسة لا يمكن عزلها عن نظريته العامة في الإنسان و المجتمع و لا عن الظروف التي أحاطت بظهورها في النصف الأول من القرن التاسع عشر ، إذ اتسمت هذه الفترة بحروب و اضطرابات سياسية و اجتماعية متعددة: من الحروب النابليونية إلى حرب القرم إلى الصراع بين الملكيين و الجمهوريين و بين الليبراليين و المحافظين فضلا عن الصراع بين العمال و أرباب العمل. كل ذلك قاد كونت إلى التفكير بوضع علم للمجتمع أو دين للإنسانية يجنبها النزاعات السياسية و يحقق لها السلام الاجتماعي، و إشارته إلى هذا واضحة في الدرس الأول من "محاضرات في الفلسفة الوضعية" إذ يقول "إن هدف فلسفتي هو إعادة تنظيم المجتمع".
يرى كونت أن الفكر البشري قد مر خلال تطوره التاريخي في حالات ثلاث: المرحلة اللاهوتية الت تعلل الأشياء و الظواهر بكائنات و قوى غيبية، و المرحلة الميتافيزيقية التي تعتمد على الإدراك المجرد، و المرحلة الوضعية التي يتوقف فيها الفكر عن تعليل الظواهر بالرجوع إلى المبادئ الأولى و يكتفي باكتشاف قوانين علاقات الأشياء عن طريق الملاحظة و التجربة الحسية. و يعتبر كونت أن العلم الذي يتفق مع المرحلة الوصعية و يساعد على فهم الإنسان و يستوعب جميع العلوم التي سبقته هو "علم الاجتماع".
و يرى كونت أن إذا كانت الغاية هي تنظيم المجتمعات الحديثة على قاعدة العلم فإن علم الاجتماع هو الذي يسهم في ذلك لأنه علم كلي، يدرس المجتمع برمته في جميع مظاهره و مقوماته.
و الحقيقة الوضعية تنطلق من إعطاء الأولوية للكل على الجزء لأن "الوحدة هي النمط الطبيعي للوجود الإنساني"، و إن كل جزء من النظام الاجتماعي يؤثر على غيره من الأجزاء. و إن هناك حالة من الترابط بين النظام السياسي و المؤسسات السياسية من جهة و بين الحالة العامة للحضارة. لهذا فإن كونت يخضع السياسة للأخلاق. فالأخلاق الوضعية تقوم على " تقديم الاجتماعي على الفردي" أي على انتصار الإنسانية و دمج الفرد في المجتمع. فلا شيء أكثر غرابة على فكر كونت من الحقوق الفردية .
و يقول بهذا الصدد
"إن الوضعية لا تقر حقا آخر غير حق القيام بالواجب و لا تقر واجبا غير واجبات الكل تجاه الكل، لأنها تنطلق دائما من وجهة نظر اجتماعية و لا يمكن لها أن تقبل بمفهوم الحق الفردي. فكل حق فردي هو عبثي بقدر ما هو غير أخلاقي"
و يرى كونت أنه يوجد بين الفرد و الإنسانية جماعات وسيطة هي الأسرة و الوطن. و يعطي أهمية كبيرة للأسرة و المرأة على وجه الخصوص في التنشئة الأخلاقية. فالأسرة هي الوسيط بين الفرد و الوطن و الوطن هو همزة الوصل بين الأسرة و الإنسانية. إلا أن فكر كونت لا يدعو إلى المساواة على الصعيد السياسي. بل إنه يؤمن بدور النخب و يقيم تمييزا حادا بين الجماهير و الاختصاصيين و الحكام و ينيط أمر تحديد الأهداف و الوسائل بالمختصين بالعلوم السياسية وحدهم، إذ يقول "الجماهير تطلب و الصحافيون يقترحون و الحكام ينفذون. و ما لم تكن هذه الوظائف متميزة فإن الاتباس و التعسف سيسودان المجتمع إلى درجة كبيرة". و هكذا فإن غاية السياسة عند كونت هي أن يصبح كل مواطن موظف اجتماعيا خاصعا للسلطة بصورة تامة. و "السياسة الوضعية" تلتمس الطاعة الكاملة. فالنظام فيها ينتصر على التقدم.
[عدل] رأي جون ستيورات ميل في الوضعية
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
الإثنين مارس 18, 2013 11:46 pm من طرف Admin
» مقال في المنهج
الإثنين مارس 11, 2013 10:08 pm من طرف Admin
» مرايا الهوية: الأدب المسكون بالفلسفة
الأحد مارس 10, 2013 1:17 am من طرف Admin
» نقد العقل العربي
الأحد مارس 10, 2013 1:12 am من طرف Admin
» صدام الحضارات والنظام العالمي الجديد، صامويل هينتجتون
السبت فبراير 23, 2013 10:07 pm من طرف Admin
» كتاب: حفريات المعرفة لميشيل فوكو
الثلاثاء فبراير 19, 2013 11:09 pm من طرف Admin
» الثقافات وقيم التقدم
الأربعاء يناير 02, 2013 9:01 pm من طرف Admin
» الحكومة المدنية
الأحد ديسمبر 30, 2012 8:28 pm من طرف Admin
» الجئزة الثانية للدكتور عبدالوهاب جودة الحايس
الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:36 pm من طرف Admin